القائمة الرئيسية

الصفحات

وردنا الآن

كيف تجمع بين تعلُّم ما تحب وبين تحقيق الربح منه في المستقبل ؟




السلام عليكم أيها الرائعون

كثيرًا ما يسألني الناس: “أي مهارةٍ تستحق أن أتعلّمها لأربح منها؟”، ولأنّني أؤمن بأنّ عملية التعلّم لها هدف أسمى دائمًا من مجرد كونها وسيلة للربح، كما أنّ عدم وجود الرغبة في دراسة الشيء إلّا من أجل المال، فإنّ النتيجة تكون في الكثير من الأحيان هي عدم الاستمرارية في التعلّم.

فأجدني في حيرة من أمري في اختيار الإجابة المثلى لهذا السؤال، لكنني مع الوقت بدأت أدرك كيفية التعامل مع هذا الأمر، وأنّه يمكن لنا الجمع بين عملية التعلّم كغاية، وبين إمكانية تحقيق الربح، وهذا ما سوف أتحدث عنه في مقالي اليوم.

ما هي مجالات اهتماماتك ؟

تذكر نحن هنا لا نتحدث عن مجال الدراسة؛ لأنّه من الطبيعي أنّك لو كنت تدرس الشيء كتخصص جامعي، ستكون أمامك المصادر المتاحة للتعلّم والمعرفة عن هذا المجال، وكذلك معرفة كيفية تحقيق الأرباح.

لكن نحن هنا نتحدث عمّن يبحث عن شيء آخر بجانب مجال دراسته، أو حتى بعيدًا عن المجال بأكمله، ومن الطبيعي أن نبدأ من السؤال عن مجالات الاهتمامات الموجودة؛ لأنّها قد تكون نقطةً مهمةً في تعلّم شيء جديد والربح منه.

ليس ضروريًا أن تكون متقنًا للأشياء التي تهتم بها، فكل شيء يمكنك تعلّمه، الأهم أن تكون مهتمًا فعلًا بهذا المجال، فتتابع أخباره وأبرز التغيرات الطارئة عليه.

كمن يهتم حاليًا بمجال البرمجة والتغيّرات الحادثة فيه، ويتابع الأخبار بشغف واهتمام، دون أن يكون لديه أي مهارة في المجال.

والآن قم بكتابة كل مجالات الاهتمام الخاصة بك، ودرجة الإجادة في كل اهتمام، أو المستوى الذي أنت فيه حاليًا، وانتقل معي إلى السؤال التالي.

ما هي مهاراتك أو موهبتك ؟

في البداية لا يوجد أي ترتيب في الأسئلة، لكني أردت طرح السؤال الأول في البداية لألفت انتباهك لأهمية اهتماماتك في أن تكون وسيلةً لتحقيق الربح في المستقبل.

والآن البديهي أن نتحدث عن المهارات والمواهب الموجودة لديك، سواءً من خلال تقييمك لذاتك، أو من خلال سؤال الآخرين لمساعدتك.

إيّاك وأن تعتقد بأنّ موهبتك لا يمكنك الاستفادة منها، فكثير من الأشخاص نجحوا في تحويل موهبتهم إلى وسيلة تحقيق ربح، كالتصوير والرسم والكتابة وغيرها من المواهب.

الفكرة هي في كيفية توظيف هذه المواهب مع الاحتياجات الموجودة في سوق العمل.

ما الذي يحتاجه سوق العمل ؟

في الوقت الحالي أصبح العالم مكانًا مفتوحًا تمامًا، وزادت مساحة الوظائف التي يمكن العمل بها، لكن النجاح الحقيقي في أن تدرك ما الذي يحتاجه سوق العمل ويكون مناسبًا لك.

يمكنك أن تراقب مواقع العمل الحر على سبيل المثال، وأن تقرأ قائمة المشاريع المطلوبة في المجالات المختلفة، كالبرمجة وكتابة المحتوى والترجمة والتصميم وغيرها، ستجد أنّ هناك إقبالًا على أشياءٍ بعينها من أشياءٍ أخرى.
>
ومع زيادة الاعتماد على الإنترنت في حياتنا، وقلّة استخدام الأشياء الواقعية، فإنّك يجب أن تكون مدركًا لنتائج هذا الأمر، وأنّ الاتّجاه سيكون ناحية المهام التي يتم تأديتها على الإنترنت.

فلو كنت تملك موهبة الكتابة، فالصحف الورقية قلّ استخدامها، وأصبح الاعتماد على النشر الإلكتروني، وبالتالي تحتاج إلى تطويع موهبتك لتتوافق مع الاحتياج الحالي، ومع التغيّر في طريقة الكتابة.

وهنا تكمن أهمية إدراكك لاحتياج سوق العمل؛ لأنّه يجعلك تعرف كيف يمكنك توظيف موهبتك، ومن ناحية أخرى، فيمكنك الاستفادة من اهتماماتك وتبدأ في تعلّمها.

فمثلًا مجال البرمجة في الوقت الحالي من أشهر المجالات التي يحتاج إليها الناس حول العالم، ولو كنت مهتمًا بهذا المجال، يمكنك أن تبدأ في التعلّم وأنت تعرف بأنّك سوف تجد فرصة للعمل في المستقبل.

لماذا لا تتعلّم أكثر من شيء في نفس الوقت ؟

ما أتحدث عنه هنا هو تجربتي الخاصة، وبالتالي هي ليست منهجية، لكنها قناعة لدي بأنّه يمكن للإنسان أن يتعلّم أكثر من شيء في نفس الوقت، وهذا يزيد من فرصته في الوصول إلى فرص لتحقيق الربح.

بالطبع الأمر يعتمد في الأساس على وجود مساحة من الوقت والمجهود الذي يسمح بذلك، لكن صدقني دائمًا يمكنك توفير الوقت لذاتك، وستجد أنّه يمكنك استثماره في التعلّم.

هذا الأمر يجعل أمامك خيارات أكثر، والأهم من ذلك يوسّع مداركك ويجعل فكرك يرتقي بصورة كبيرة، وهذا الأمر ستدرك أهميته عندما تبدأ العمل، سترى كيف أنّ ما تعلّمته يعود بالنفع على قدراتك في التعامل وأداء الوظيفة المطلوبة منك.

وكلما زادت مساحة ما تتعلّمه يا صديقي، كلما زادت فرصتك في الوصول إلى فرص أكثر، وفي النهاية سيكون بإمكانك اختيار المجال أو المجالات التي ستعمل بها بشكل نهائي بعد تجربة العديد من الأشياء.

ماذا لو كنت لا أملك شيئًا ؟

كثيرًا ما يسألني الناس هذا السؤال، وتكون إجابتي: ولماذا لا تجرّب ؟

لا يوجد أحد يُولد وهو يعرف كيف يفعل كل شيء، لكن يوجد شخص يبدأ في التعلّم حتى يصل إلى درجة متطورة في النهاية.

والأهم من ذلك أنّه ليس ضروريًا أن يكون الشيء الذي ستتعلمه يعتمد على الإبداع أو الموهبة، فهناك العديد من الوظائف لا تحتاج فقط إلّا لمجهود في التعلّم والتطبيق.

وبالتالي تبقى مسؤوليتك فقط أن تحدد لنفسك ما الشيء الذي يمكنك أن تبدأ في تعلّمه، ومن هنا يمكنك الاستفادة من مبدأ الاهتمامات الذي ذكرناه، بجانب طبعًا أنّه يمكنك الاستفادة من مجال دراستك الأساسي في ذلك.

تعلَّم للعلم … يأتي الربح

أيًا يكن المجال الذي سوف تختاره، وأيًا تكن طبيعة دراسته إن كنت ستفعل ذلك في الجامعة أو بمفردك، فمن المهم أن تدرك أهمية أن تتعلّم للعلم، أن تعمل جاهدًا على استيعاب كل شيء يُقال لك؛ لأنّ هذا ما سوف يساعدك على الإتقان.

كثير من الناس يتعاملون مع مجال دراستهم على أنّها اختبار فقط، أو وسيلة للربح، فلا يهتم بما يدرسه قدر اهتمامه بإنهائه، ويجد في النهاية أنّه لم يحقق شيء يُذكر لذاته، أو أنّه لا يعمل.

في الحقيقة جزء كبير من اختيارك في أي وظيفة يعتمد على معرفتك في المجال ومهاراتك وحبك للعمل، وهذا لا يأتي سوى بأن تحرص دائمًا على التعلّم في المقام الأول، وصدقني بعد ذلك سوف تأتي الوظيفة.

ختامًا، الأمر كله ليس وصفة قدر كونه تجربة، قوامها الرئيسي هو قدرتك على فهم الواقع من حولك، مع نجاحك في استثمار ذاتك بالشكل الصحيح، حتى تصل إلى الدرجة التي تصبح فيها قادرًا على العمل في الوظيفة التي تريدها، فالأمر ليس سحرًا، لكنه سعي متواصل ومستمر، وكلما بدأت مبكرًا في الطريق، كلما منحت لنفسك قدرة أكبر على النجاح.

تعليقات

دليل الدراسة في الخارج للطلاب الجزائريين

 "لا تنسى مشاركة هذه المقالة مع أصدقائك المهتمين، فلربما كنت سببا في تغيير مستقبلهم وحياتهم نحو الأفضل".

روابط منصات موقعنا a onec الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي / السوشيال ميديا في الأسفل.

"يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات الخاصة بالتعليم والدراسة في الجزائر لحظة بلحظة، بعد تسجيل الاشتراك subscribe في قناة مدونة التربية والتعليم الموجودة على منصة youtube عبر هاتفكم المحمول"